التشخيص الدقيق أهم مقومات الشفاء من المرض، ولكن هذا يعتمد بالأساس علي توصيف المسمي والتعريف الدقيق لهذا المرض، فهل تعريف و طريقه تشخيص مرض الكبد الدهني الحالية صحيحه؟
في خطوه طبيه هامه أوصت العديد من جمعيات المرضي في العالم بقياده الاستاذ الدكتور جمال شيحه رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية مرضي الكبد، الي اعتماد ودعم المسمي وطريقه التشخيص الجديده لمرضي الكبد الدهني لتصبح "MAFLD” اي مرض الكبد الدهني المرتبط باضطراب الأيض، بدلا من المسمي والتعريف القديم والذي اصطلح علي تسميته "الكبد الدهني غير الكحولي." مزيلا بذلك ايه إشارة لشرب الكحوليات في المسمي او في تشخيص المرض والاعتماد علي طريقه تشخيص بسيطه واكثر فاعليه له.
يضيف الأستاذ الدكتور جمال شيحه ان الابحاث التي تم اجرائها حديثا قد اثبتت بشكل واضح ان طريقه التشخيص الجديده هي اكثر بساطه وفعاليه في تحديد مرضي الكبد الدهني المعرضون للإصابة بتليف الكبد،وتكوين المضاعفات، مما سينعكس علي تحسين كفاءه علاج هؤلاء المرضي وتسريع وتيره الدراسات السريرية الهادفه لاكتشاف علاجات فعاله لهم .
ويضيف د.شيحه هذا التغير سيمكن الاطباء في الوحدات الصحيه والأماكن الريفيه من تشخيص المرض بكل سهوله ودقه مما سيساعد في الاكتشاف المبكر للمرض مع تقليل الضغط علي المستشفيات المركزيه ومعاناه المرضي للوصول لهذه المستشفيات.
و يحدث مرض الكبد الدهني نتيجه تراكم جزيئات الدهون في الكبد، وهو أحد أمراض الكبد المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمرض السكري من النوع الثاني والبدانه ،والتي غالبا ما تنتج عن العادات الغذائية الغير صحيه ونقص ممارسه الرياضة.
وغالبا ما تكون المراحل الأولي من المرض بلا أي أعراض. ولكن مع تطور المرض، يصبح الكبد ملتهباً فضلاً عن كونه دهنياً، ما قد يؤدي إلى تليّفه أو تندّبه وإصابته بالسرطان. وللأسف في ان درجه الوعي بهذا المرض قليله للغاية ويتم تشخيص اغلب المرضي في مراحل متأخره منه.
تشهد الإصابة بمرض التهاب الكبد الدهني ارتفاعاً ملحوظاً في منطقه الشرق الاوسط، اذا تصيب اكثر من ثلث سكان المنطقه، و من المتوقع أن يصبح مرض الكبد الدهني (MAFLD) السبب الرئيسي لزراعة الكبد، لذا اوصت نخبه من اساتذه الكبد بضروره التحرّك للتصدي له، و ادراجه ضمن السياسات الراهنة والمبادرات الحالية التي تهدف إلى مكافحة البدانة والحدّ منها، لا سيما بين الأطفال والشباب" وفقا للدكتور شيحه. "مؤكدا على أنه تهديد صحي حقيقي يلوح في الأفق، ليس فقط بسبب التكلفة العالية لعملية زرع الكبد ، ولكن أيضًا لارتباطه ارتباطًا وثيقاً بالاضطرابات غير الكبدية مثل أمراض القلب الوعائية والسكر والعديد من الاورام التي هي السبب الرئيسي لوفاة مرضى الكبد الدهني."
"نأمل بان يساعد هذا التطوير الجذري في طريقه تعريف المرض وتوصيات العمل من كبار اساتذة الكبد في العالم في الاسهام في الحد من انتشار مرض الكبد الدهني وتقليل عدد المصابين به وزيادة الوعي بمخاطره حول العالم من ثم تقليل العبئ الاقتصادي والطبي له" يختتم د. شيحه.