القيادات النسائية المصرية  بالإتحاد الإفريقي يؤكدن علي اهمية تمكين وتفعيل دور المرأة في العمل العام

 

نجم : الأسرة هي الحاضنة الأولي التحفيزية للنجاح

 

الحكيم : عقد الشمول المالي والإقتصادي للمرأة من 2020 وحتي 2030 يتوافق مع إستراتيجية تمكين المرأة التي اطلقها الرئيس السيسي 2017.

 

في جلسة بعنوان "الحضور القاري للمرأة المصرية" أطلقتها مبادرة أفروميديا الإعلامية بالأمس إفتراضيا بحضور مستشارتي الإتحاد الإفريقي الدكتورة نميرة نجم - المستشار القانوني للإتحاد الإفريقي والدكتورة نادين الحكيم- مستشار رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي لشؤون الشراكات الخارجية، والصحفية "بالإيجيبتشان جازيت" أميرة سيد عضو البرلمان العالمي للمياة والناشطة في المجال الإعلامي والترجمة الصحفية، وحضرها عدد من الإعلاميين والصحفيين الأفارقة المصريين وغير المصريين الناطقين بالعربية بالإضافة إلي مجموعة من الباحثين المتخصصين في الشؤون الإفريقية والعمل العام . 

 

بدأت  السفيرة نميرة نجم حديثها بتوجيه الشكر والتقدير لكل أب وأم بذلوا جهداً حقيقياً في تربية أبنائهم وخاصةً البنات بشكل يشجعهم علي لعب دورا إيجابيا في المجتمع دون تفرقة بسبب النوع،، مؤكدةً بذلك دور الأسرة في التنشئة والتنمية، بإعتبارها المحطة الاولي في حياتنا وأول حافز يتحكم في شكل الدور الذي نلعبه في الحياة العامة. 

 

وتطرقت في حديثها إلي القوانين التي تضمن تمكين المرأة ووضعها علي قدم المساواة بينها وبين الرجل.

 

وأشارت نجم قائلة "إننا في مفوضية الإتحاد الإفريقي نسعي لكي يكون تواجد المرأة في الإتحاد بنسبة 50% وعلي المستوي المحلي في مصر فالبنية الأساسية من الناحية القانونية فيما يخص المساواة موجودة ويمكن البناء عليها،، لكنها تواجهها تحديات عدة من اهمها الكثافة السكانية، لأن الأسرة التي ستواجه تحديات إقتصادية بسبب عددها فبالتاكيد ستجور علي حق البنات في التعليم لأن المفهوم الجمعي السائد إن المرأة مآلها الأسرة والإنجاب وذلك سيُقلص حقهن في المشاركة مما يعوق التنمية، ومن هنا جاءت ضرورة التأكيد علي اهمية تمكين المرأة من المشاركة الحياة العامة وفي المجالين السياسي والإقتصادي إلي جانب لعبها دورها في الأسرة وتوعيتها بأهمية دورها بالمجتمع والذي يتعدي دورها في الإنجاب في محاولة للتخلص من الموروثات الثقافية السلبية عن المرأة بشكل يهدر طاقتها ويعيق الدولة من الإستثمار في القوة الكاملة للمجتمع مما يخلق تنمية عرجاء وواقع غير سعيد."

 

أضافت نجم "إن صناعة السياسي الدولي يبدأ من الوطن وإتاحة الفرصة للإنسان للمشاركة في الحياة العامة ويعطي معارف وخبرات كبيرة تؤهله لتمثيل وطنه دوليا والعمل علي كافة المستويات والأصعدة، وخاصة المرأة التي تتمتع  بالعلم والخبرة وتحقق نجاحا علي مستوي وطنها وتوفر لها الدولة سبل المشاركة في مواقع صنع القرار، ذلك كله يضعها في نفس المكانة التي يقفن عليها نظيراتها من دول أخري ونذكر هنا السيدة "نجوزي أوكونجو" النيجيرية التي حصلت علي البكالوريوس من جامعة هارفرد عام 1976 بتقدير عام إمتياز ثم إنخرطت في الحياة العملية وتولي المناصب القيادية في دولتها ثم علي المستوي القاري واخيرا علي المستوي الدولي بتوليها رئاسة منظمة التجارة العالمية،  كنموذج حي ومثال قوي علينا الإستفادة منه. 

 

وفي هذا الصدد أكدت سيادة السفيرة نميرة نجم علي ضرورة إعداد قوائم من العناصر والكفاءات من السيدات ذوات الخبرة شأنها شأن الرجال واللاتي لديهن القدرة علي تولي المناصب القيادية في كافة المجالات والتخصصات، والتي من شأنها أن تبرز قدرات المرأة الإفريقية خاصة مع تزايد طلب المنظمات العالمية لسيدات إفريقيات لشغل مناصب قيادية إلي جانب المناصب الصغيرة، الأمر الذي من شأنه ان يضع المرأة الإفريقية علي مصاف المنافسة العالمية قادرة علي آداء دورها بحرفية ونزاهة، وليس فقط نجاحات متفرقة تحققها إجتهادات شخصية لكوادر تاريخية بعينها مثال الوزيرة غادة والي كأول مصرية افريقية  تفوز بمنصب مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة والاختيار وقع عليها بناء علي بيان الأمم المتحدة لجهودها المنظمة فى مكافحة الإدمان والتعاطى ولبرامجها المبتكرة فى التوعية بخطورتها.

 

واختتمت نجم حديثها قائلة "إن علي المرأة أن تثق بنفسها وقدراتها وإنها شريك أساسي للرجل في المجتمع، وان تستمر في بذل الجهد لكسر القيود التي تحول دون تحقيقها لطموحاتها والحصول علي حقوقها الشخصية والعامة. 

 

وأكملت الدكتورة نادين الحكيم التي بدأت حديثها بالثناء علي فكرة مبادرة أفروميديا الإعلامية وعلي تغطياتها لأهم القضايا والأخبار المطروحة علي الساحة القارية والتي كان من بينها جلسة "دور منطقة التجارة الحرة الإفريقية في تحقيق التكامل الإقتصادي للقارة" الأمر شديد الصلة بالمرأة وتحقيق الشمول المالي والإقتصادي لها، حيث تمثل المرأة حوالي 70% من نسبة التجار العابرين للحدود عبر منطقة التجارة البينية. 

 

مُضيفة أن هؤلاء السيدات يعملن تحت الرادار منفردات دون حماية أو حقوق أو ضمانات او تامينات ومع نقص الإمكانيات علي الرغم من أن التجارة البينية أمر يتطلع إليه طرفي التجارة اي انها يجب ان تكون بتنسيق بين الدولتين،  وأشارت إلي التقرير الذي تقدم به الرئيس "أكوفو" في قمة الاتحاد الإفريقي 2020 حول دور المرأة في التنمية الإفريقية، والذي وصف فيه الدور الذي تلعبه المرأة في تحقيق أجندة 2063، والذي اعقبه قرار قادة الإتحاد الإفريقي بإطلاق عقد الشمول المالي والإقتصادي للمرأة من 2020 وحتي 2030 لإرساء الأطر التشريعية والمؤسسية لتفعيل دور المرأة في مجال العمل، مؤكدة أيضا ان ذلك يتوافق مع إستراتيجية تمكين المرأة التي اطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في مصر عام 2017 من خلال المجلس القومي للمرأة.

 

كما أوضحت د.الحكيم ان الشمول المالي معني بتحقيق وإتاحة الخدمات المالية والرسمية للسيدات وتذليل العقبات التي تواجهها المرأة في سبيل إستقلالها بصفة عامة، اما عن الشمول الإقتصادي فيتحقق بتعزيز رأس المال البشري والمادي وإدارة المخاطر المرتبطة بسبل عيش المرأة وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فضلا عن توفير معلومات السوق وبرامج ريادة الأعمال المجتمعية والتدريب التكنولوجي، بالإضافة إلي محو الأمية المالية. 

 

وانهت دكتورة نادين الحكيم حديثها قائلة " كما ان المراة نصف المجتمع فهي أيضا نصف الإقتصاد وعندما نقوم بتهميش القدرات الإقتصادية للمرأة فهذا يعني أننا نهدر نصف إيراداتنا، وبناءا عليه علينا ان نهتم بعنصري المجتمع المراة والرجل علي حد سواء وألا نترك أحد وراء الركب، فتمكين المرأة يعني تمكين الأسرة وتمكين الأسرة يعني تمكين ونهضة المجتمع. 

 

بدأت الصحفية أميرة سيد حديثها بالإشارة إلي أهمية دور الإعلام كمرآة للشارع وناقل لما يحدث علي أرض الواقع في تسليط الدور علي التحديات التي تواجه المرأة في مختلف محطات حياتها سواء في الأسرة او التعليم او العمل العام، ودوره الأساسي والمؤثر في تشكيل الوعي الجمعي وتشكيل الصورة النمطية عن المرأة ودورها في المجتمع، وذكرت أنه خلال حضورها ل "منتدي المياه العالمي"  في نسخته الثامنة في البرازيل قابلت إثنين من السيدات البرتغاليات اللاتي حُرمن من التعليم بسبب نقص المياة، لذلك لأن مسؤولية كلا منهن منذ الصغر هو توفير إحتياجات أُسرهن من المياه يوميا، مما لا يدع وقتا لديهن لمتابعة دروسهن او أي إهتمامات أخري، قائلة "إن إلي هذا الحد دائما تتحمل المرأة تبعات التحديات التنموية في المجتمعات. 

 

واختتمت حديثها مؤكدة علي ان دور الإعلام لا يتضمن فقط رصد التحديات التي تواجه المرأة وتسليط الضوء علي قضاياها، بل الأمر يتعدي اكثر من ذلك فعليه أيضا إيجاد حلول وان يكون حلقة الوصل بين الشارع وصناع القرار. 

وأخيرا أوصت الصحفية أميرة سيد بضرورة خلق شبكة من الإعلاميين والصحفيين الأفارقة المصريين وغير المصريين المعنيون بقضايا التنمية والمرأة والمجتمع، للمساهمة في تعزيز دور الإعلام بالشكل اللائق والمنوط.

 

جدير بالذكر أن "افروميديا" هي أول  مبادرة  من نوعها تسعي لتكون جسرا إعلاميا بين الشعب المصري وباقي الشعوب الافريقية من خلال التعريف بجهود الدولة المصرية تجاه تنمية القارة الإفريقية فى الوقت الراهن، فضلا عن محاولة إبراز  وجه مصر الإفريقي.

 

 كما تعمل على تنسيق الجهود بين الجهات المعنية لدراسة وتنظيم الرسالة الإعلامية المصرية عن القارة الإفريقية، ودعم الصورة الذهنية الصحيحة عن القارة الأفريقية داخل مؤسسات الدولة والعاملين فى الجهاز الاداري للدولة وهو ما تسعي اليه القيادة السياسية برئاسة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.