اليوم العالمي لمرض الزهايمر
منذ 25 عاماً وتحديداً في عام 1984في واشنطن، قدمت مجموعة من الخبراء بمرض الزهايمر، حلماً ورؤية تحت شعار «حياة أفضل للأشخاص الذي يعانون من الخرف ولذويهم» ومذ ذلك الوقت بدأ الاحتفال باليوم العالمي للزهايمر في 21 سبتمبر سنوياً.
والزهايمر هو ضمور في خلايا المخ السليمة، ينتج عنه تراجع مستمر في الذاكرة وفي القدرات العقلية والذهنية، وهو السبب الأكثر شيوعًا للخرف، والذي يؤذي المهارات العقلية والاجتماعية؛ مما يؤدي إلى إعاقة الأداء اليومي في الحياة العادية ويزداد تدهورًا بمرور الوقت.
ويُعد مرض ألزهايمر أكثر أسباب الخرف شيوعاً، ومن المحتمل أنّه يسهم في حدوث 60% إلى 70% من الحالات، والخرف هو متلازمة تتسم بحدوث تدهور في الذاكرة والتفكير والسلوك والقدرة على الاضطلاع بالأنشطة اليومية، وهو من أهمّ الأسباب التي تؤدي إلى إصابة المسنين بالعجز وفقدانهم استقلاليتهم، كما يخلّف الخرف آثاراً جسدية ونفسية واجتماعية واقتصادية ليس فقط علي المرضي، بل وعلى من يقومون برعايتهم وعلى أسرهم والمجتمع.
ترجع تسميته إلي الطبيب النفسي «ألويس الزهايمر»، والذي وجد في 1906 تراكماً للبروتين لدى مريضة لديه كانت تعاني من أعراض النسيان والارتباك، وذكر انه الممكن فهم مرض الزهايمر من خلال نوعين مختلفين من الخلل البروتيني: لويحات "بيتا أميلويد" وبروتين "تاو"، يعد الأول غير مؤذ، إلا أن تراكمه يتسبب في تكوين لويحات بين الخلايا العصبية في أدمغة المصابين تمنع عملية التواصل بينها. أما بروتين "تاو" فهو مسؤول عن الحفاظ على هيئة خلايا المخ، غير أنه في بعض الأحيان يحدث خلل يجعله يترسب ويتسبب في موت الخلايا العصبية المسؤولة عن التفكير والذاكرة واللغة والتوجه، في المنطقة المُسماة بـ «الحصين» مما يؤدي لمرض الزهايمر.
وتبدأ الأعراض الشائعة لمرض الزهايمر بفقدان جزئي للذاكرة يعمل على عرقلة حياة المريض اليومية،، ومواجهة تحدي وصعوبة عند التخطيط، وصعوبة في وضع حلول لمشكلات ما،، أيضاً صعوبة اتمام المهام المعتاد عليها،، وصعوبة اختيار الكلمات في الكتابة أو المحادثة،، وأحياناً يجد المريض صعوبة فهم الصور المرئية وربطها في العلاقات المكانية، فضلا عن المعاناة من تغير في المزاج والسلوكيات وعدم القدرة على اتخاذ قرار، قد يؤدي إلي الانسحاب من العمل والأنشطة الاجتماعية.
وأما الخرّف فبحسب منظمة الصحة العالمية، هناك مايقرب من 47.5 مليون مصاب بالزهايمر في العالم ويشهد العالم 7.7 مليون حالة جديدة بالمرض سنوياً، وتأتي أعراضه في المراحل الأولي بشكل تدريجي، إذ تتمثل في النسيان، وفقدان القدرة على إدراك الوقت، والتيه أو الضلال في الأماكن المألوفة كالمنزل، مع تطوّر الحال تصبح العلامات والأعراض أكثر وضوحاً، مثل نسيان الأحداث الحديثة العهد وأسماء الناس، صعوبة متزايدة في التواصل مع الغير،، الحاجة إلى مساعدة في الاعتناء بالذات، وتغيّر السلوك، بما في ذلك التساؤل وطرح نفس الأسئلة بصورة متكرّرة.
أما المرحلة المتقدمة فتتسّم باعتماد كلي على الغير وانعدام النشاط تقريباً، وفي هذه المرحلة تصبح اضطرابات الذاكرة كبيرة وتصبح العلامات والأعراض الجسدية أكثر وضوحاً، قد تصل لصعوبة المشي،، وصعوبة التعرّف على الأقرباء والأصدقاء،، فضلا عن تغيّر في السلوك قد يتفاقم ليشمل شكلاً عدوانياً.
ويقول «ريتشارد دودل»، وهو طبيب أمراض عصبية وخبير في مرض الزهايمر إن "التشخيص المبكر مهم للغاية، فنحن نركز جهودنا على الوقاية والتعرف المبكر على المرض." إذ يعاني الكثيرون من أعراض النسيان مع التقدم في العمر، لكن يجب الانتباه عند اشتداد هذه الأعراض واستمرارها لفترة طويلة.
ويضيف. "دودل" في حديثه لموقع «فوكوس» الألماني موضحاً أهم طرق الوقاية أنه "قد ثبت أن النشاط البدني يقلل من خطر الإصابة بالزهايمر، ورياضة التحمل هي الأكثر ملائمة لهذا الغرض"
#ALPA